تم ادخال القهوة لأول مرة إلى اليمن من إثيوبيا في القرن الخامس عشر. قام المزارعون اليمنيون بزراعة بذور البن في الأراضي التي تعود إلى عائلاتهم، وسرعان ما انتشرت زراعة البن إلى المناطق الساحلية من البلاد. سهل الحكام العثمانيون في اليمن إنتاج وتصدير القهوة، وفي القرن السابع عشر أصبح المخا الميناء الرئيسي لتجارة القهوة.
ويشار إلى حبوب البن القادمة من اليمن وإثيوبيا باسم "الموكا"، نسبة إلى ميناء مخا التي يتم تصديرها منه، واستخدم هذه الاسم ايضًا للإشارة إلى حبوب البن التي تزرع في منطقة مخا في اليمن. عرفت هذه الحبوب بجودتها العالية، وكانت تحظى بتقدير كبير من عشاق القهوة في جميع أنحاء العالم.
كانت زراعة البن في اليمن تستغرق وقتًا طويلاً ومقسم إلى مراحل. وكان المزارعون يقومون باستبدال حبوب البن بسلع أخرى في البلدات المجاورة. حيث كانت الحبوب تمر عبر عدة وسطاء حتى تصل إلى مستودعات بيت الفقية في محافظة الحديدة في اليمن. ومن هنا كانت القهوة تنقل إلى التجار الذين بدورهم ينقلونها على الجمال إلى ميناء المخا.
كانت تلبية طلبات القهوة أمرًا صعبًا، وذلك بسبب عملية النقل الشاقة والزراعة الطويلة للبن. ونتيجة لذلك، بدأ الأوروبيون في إنشاء مراكز لزراعة البن على المستوى الدولي. وفي حلول منتصف القرن الثامن عشر، لم تعد اليمن مركزًا لتجارة القهوة، حيث انتقلت التجارة إلى البرازيل وجاوا في إندونيسيا.
موكا جافا
يجمع مزيج موكا جافا بين حبوب موكا اليمن وحبوب أربيكا جافا، ويعتبر هذا المزيج من أقدم خلطات القهوة في العالم. صنع هذا المزيج لأول مرة في أوائل القرن السابع عشر من قبل التجار الهولنديين الذين كانوا يبحثون عن طريقة للحصول على نفس نكهة القهوة التي أحبوها واستمتعوا بها في اليمن.
تتميز قهوة الموكا بتوازن طعمها الممزوج بنكهة الشوكلاتة والكراميل. وهي من الخيارات الشائعة في قهوة الاسبريسو، مثل اللاتية والكابتشينو.
قهوة الموكا
يحضر مشروب قهوة الموكا من خلال الجمع بين قهوة الاسبريسو مع شراب الشوكلاتة والحليب المبخر. وغالبًا ما يوضع عليها طبقة من الكريمة المخفوقة، وقليل من مبروش الشوكلاتة. ويعتقد أن هذا المشروب نشأ في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين.